Botola Official Facebook Page

587621-large






يستكمل "العربي الجديد" تقديم سلسله مقالات (عصير الكره) عن افضل وابرز ما كتب حول اسرار الساحره المستديره وعالم نجومها، وندخل سويا الي الكتاب الخاص بالنجم السويديزلاتان إبراهيموفيتش.
لم اكن اعرفهُ شخصيا حينها، لكن في ذلك الوقت مورينيو كان The Special one، كنت اسمع عنهُ الكثير، قلت بانهُ يجب ان يكون مغرورا ومؤتمراته الصحافيه تكون اشبهُ بالعروض، وهو شخص دائما يقول ما يعتقد من دون تجميل، لكنني لم اعرفه جيدا، لهذا فكرت: قد يكون مثل كابيلو، مدربا صارما، وهذا امر يسعدني، لانني احب هذه النوعيه من المدربين، لكنني كنتُ مُخطئا، علي الاقل في جزء ما: مورينيو برتغالي، يحب ان يكون دائما في وسط الاحداث، يُحفز لاعبيه بشكل لا يمكن لغيره القيام به، وهذا ليس كل شيء عنه، فالشخص تعلم الكثير من بوبي روبسون المدرب الانجليزي القديم، روبسون درب نادي سبورتينغ لشبونه، واحتاج لمترجم، واختار مورينيو، مورينيو لغتهُ رائعه، لكن روبسون بعد فتره قصيره من العمل مع مورينيو اكتشف ان مورينيو شيء مختلف، الفتي سريع البديهه وقادر علي خلق العديد من الافكار تجاه كره القدم، ولهذا طلب منهُ في احد الايام كتابه تقرير عن الفريق الخصم قبل اللقاء، لا اتذكر من هو الفريق، لكن ما الذي يمكن لمترجم ان يفعل في تقرير عن كره القدم؟
مورينيو فعل غير المتوقع، وقام بتسليم تقرير من الدرجه الاولي لروبسون، وهو ما اذهله، شخص لم يسبق له ان لعب كره القدم يقوم بتقديم هذا المستوي العالي في التقرير، لهذا قام بتقديره كما لم يسبق له: يبدو انني قللت من امكانات هذا المترجم!
عندما قام روبسون بتغيير النادي، اخذ مورينيو معه، مورينيو حينها تعلم الكثير، ليس فقط علي مستوي التكتيك والحقائق الكرويه، لكن ايضا علي مستوي التعامل النفسي، مورينيو عُرف عنه قوله "عندما يفوز فريقك، تصبح جزءاً من الفريق، وعندما يخسر، تكون انت كيس القمامه".
اصبح مورينيو مدربا مستقلا بعد ذلك لنادي بورتو في عام 2002، كان مجهولا ولا احد يعرفه، الكل كان يعرفه باسم المترجم، وبورتو حينها كان ناديا جيدا في البرتغال، لكن دعونا لا نبالغ، بورتو ليس ذلك الفريق الاوروبي الكبير، الفريق كان قد تعثر في الموسم الذي يسبقه، لم يكن بالامكان مقارنته بالفرق العملاقه، لم يكن بالامكان اعتباره من الفرق المنافسه علي البطولات الاوروبيه، علي الاقل في دوري الابطال، لكن رغم ذلك مورينيو جاء بشيء جديد للنادي: السيطره علي كافه تفاصيل الخصم، بالتاكيد لم اكن افهم عن ذلك اي شيء حينها، لكن صدقوني لاحقا سافعل، كان يتحدث عن هذا الامر كثيرا في التدريبات: عندما يفشل هجوم الفريق، كيف يمكن التحول من الهجوم الي الدفاع بسرعه ؟!
انها ثوان مهمه جدا، وفي مثل هذه الحالات، اي مناوره غير متوقعه، او خطا تكتيكي، يتم تحديده فورا، ومورينيو يقوم بدراسته، فهو يدرس هذه الحالات اكثر من اي مدرب في العالم، ويساعد لاعبيه دائما علي التفكير بشكل تحليلي وسريع.
لاعبو بورتو اصبحوا اساتذه في استغلال لحظات الضعف تلك في البطوله الاوروبيه، وضد كل الصعوبات، بورتو مع مورينيو لم يفز فقط بالدوري البرتغالي فقط، بل ذهب ايضاً بعيدا في دوري الابطال وتجاوز انديه مانشستر يونايتد وريال مدريد، الانديه التي يبلغ دخل لاعب واحد فيها اكثر من مداخيل جميع لاعبي بورتو، رغم ذلك فريق مورينيو تجاوزهم وحقق لقب البطوله الاوروبيه، كانت اشبه بالهزه الارضيه، مورينيو بعد ذلك الانجاز اصبح المدرب الاشهر في اوروبا 2004، رومان ابراموفيتش البليونير الروسي كان قد اشتري تشيلسي وانفق الكثير من الاموال عليه، لهذا اراد ان يتعاقد مع مورينيو، ولقد فعل ذلك بالفعل، لكن ماذا تتوقعون؟ هل تم قبول مورينيو في انجلترا؟ لقد كان اجنبيا، لهذا ركز عليه الاعلام وجميع الصحف، وسالوه في ذلك المؤتمر الصحفي فقال لهم: "انا لستُ نكره، انا مدرب فاز بدوري ابطال اوروبا مع بورتو، انا شخص مميز، انا The Special one"، ومنذ ذلك الوقت، بقي هذا الاسم يطلق عليه.
مورينيو كان السبيشل ون في الصحف الانجليزيه، التي بالغت في البدايه في الحديث عن هذا الامر، ربما كازدراء له وتقليل لاحترامه، خوسيه كان قد اثار الجميع في بدايته، ليس لانه يريد ان يكون مثل نجوم الافلام، لقد كان يتصرف وكانهُ مغرور، لانه كان يعرف قيمته، مورينيو حتي في بعض الاحيان يكون قاسيا علي المنافسين، في احدي المناسبات وعندما اعتقد ان فينغر يتحدث عن تشيلسي اكثر من ارسنال، قال ان فينغر يشبه ذلك الشخص بالشعر المستعار، والذي لديه منظار ينظر من خلاله الي بيوت العوائل الاخري.
الشيء المهم هو ان مورينيو لم يكن يتحدث فقط، عندما جاء الي تشيلسي، كان النادي لم يفز ببطوله الدوري منذ 50 عاما، لكن بعد قدومه، فاز تشيلسي بالبطوله موسمين متتالين، مورينيو كان فعلا السبيشل ون، وهو الان في طريقه لنا في الانتر، ووفقا لما سمعته توقعت ان يكون قياديا قاسيا، لكن اثناء البطوله الاوروبيه، اخبروني بان مورينيو يريد الاتصال بي، تساءلت: هل حدث شيء ما ؟ لقد كان فقط يريد ان يتحدث: من الممتع العمل معك، اتطلع لمقابلتك.. ومن هذه المقولات، لم يكن هناك اي شيء غريب في المحادثه، ماعدا انهُ كان يتحدث الايطاليه!
انا لم اكن اتحدث الايطاليه بعد، لكن مورينيو بالرغم من انهُ لم يسبق له ان درب اي فريق ايطالي، اصبح يتحدث الايطاليه افضل مني، تعلم بشكل سريع جدا، خلال ثلاثه اسابيع اصبح يتحدث بطلاقه، ولم اكن اتمكن من فهمه عندما يتحدث، لهذا كنا نتحول الي اللغه الانجليزيه، حينها علمت ان مورينيو يهتم بلاعبيه، فلقد سالني اسئله مختلفه، وبعد لقاء اسبانيا مباشره تلقيت رساله نصيه، في العاده اتلقي الكثير من الرسائل، لكن هذه رساله خاصه من مورينيو.
"لعبت بشكل جيد"، ومن ثم ذكر بعض النصائح لي، وصدقوني التزمت بها، هذا التصرف لم يسبق ان جربته، رساله من مدرب! لقد كانت تلك المباراه مع فريقه لا تعنيه، رغم ذلك قام بمتابعتي فيها، رددت علي رسالته، كان الامر جميلا: مورينيو يتابعني! شعرت بان الجميع كان يتابعني حقا، ادركت ان هذا الشخص قد لا يكون بالقسوه التي تخيلتها، حسنا، هو لديه هدف من هذا التواصل، فهو يريد ان يحفزني ويزيد من ولائي لعمله، لكنني رغم ذلك احببته، هذا التصرف اثر بي، فهمنا بعضنا جيدا، وعلمت ان مورينيو يعمل بجد، يقوم بضعف ما يقوم به الاخرين، يتابع المباريات في كل ساعه ويسجل ملاحظاته دائما، لم يسبق ان قابلت مدربا لديه تلك المعرفه عن الخصوم، يتابعهم كثيرا ويعرف كل الامكانات التي يمتلكها الفريق، وكل التحركات التي يقوم بها لاعبوه، لم يكن امرا معتادا، كان يعرف كل شيء، كل التفاصيل التي لا يجب ذكرها: حتي مقاس حذاء الحارس الثالث يعرفه! هذا ما كان الامر عليه، هذا الشخص لديه معرفه واسعه.
قبل ان اقابله، بعد البطوله الاوروبيه، واثناء الاجازه، لم اكن اعرف ما الذي اتوقعه عندما اقابله، لم احدد هيئه، كنت قد رايت لها صوره في احد المواقع، كان يبدو انيقا وواثقاً من نفسه، لكنني عندما قابلته فوجئت، لقد كان شخصا قصيرا بكتفين متلاصقين، يبدو صغيرا جدا مقارنه بلاعبيه، رغم ذلك شعرت ان الدنيا تهتز حوله، جعل جميع اللاعبين يقفون في صف واحد، ومن ثم لاحظ بعض اللاعبين الذين كانوا يظنون انه لا يمكن المساس بهم، قام بالركض الي جانبهم، وبكل برود، ومن دون اي ازعاج: من الان فصاعدا يجب ان تقوموا بذلك، وبذلك، مفهوم؟ وبالفعل، الجميع فعل ما يريد مورينيو، سخروا انفسهم للقيام بكل ما يمليه عليهم مورينيو حرفيا، ليس لانهم كانوا خائفين منه، فهو لم يكن كابيلو، لكنهُ خلق ارتباطا شخصيا بينهُ وبين كل لاعب، من خلال الرسائل النصيه والايميلات والالتزام والمعرفه للوضع الاجتماعي لكل لاعب، كان يعرف عن كل لاعب وعن كيفيه سير الامور بالنسبه له مع عائلته واطفاله، لم يكن يصرخ ابدا، الناس كانوا يستمعون له بدون ان يفعل ذلك، الجميع ادرك من البدايات ان هذا الشخص علي الطريق الصحيح مع الفريق، كان يقوم باعداد الفريق كما ينبغي قبل المباريات، كان الامر اشبه بالمسرح، اشبه بلعبه نفسيه.
كان يعرف بعض اللقطات عندما نلعب بشكل سيئ لكل لاعب، ويقول: "انظر الي هذا، يا لهُ من سيئ، يا لهُ من بائس، هذا قد لا يكون انت، قد يكون اخاك الذي شارك في اللقاء! لقد قمت بالتقليل من نفسك بهذا المستوي"! كنا نتهامس، ومن ثم نؤيده، ومن ثم نشعر بالعار، "حسنا، اعتقد اني لن اراكم بهذا المستوي بعد اليوم"، لا لا، نقول له بان هذا مستحيل، كان يقول:"حسنا، اريدكم ان تخرجوا الي هُناك مثل اسود جائعه، اريدكم مثل المُحاربين"، ثم نرد: "بالتاكيد، لن نفعل شيئا اقل من ذلك"، كان يحفزنا بشكل لا يصدق، كان يقول: "في الصدام الاول مع الفريق الخصم ستكونون مثل هذا" يضرب راحه يده بقبضته "ومن ثم في النزال الثاني، ستكونون مثل هذا " ينطلق ويركل احد اللوحات لتطير في غرف الملابس، حينها الادرينالين يدب في اجسامنا ونخرج للملعب مثل الوحوش، كانت الامور تجري هكذا طوال الوقت، يحفزنا باشياء غير متوقعه، لهذا كنت افكر اكثر واكثر: هذا الرجل يعطي كل شيء لديه للفريق، لهذا سوف اقدم كل شيء في الملعب من اجله.
لقد كان يملك تلك الجوده في عمله، كان جميع اللاعبين مستعدين للقتل من اجله، ليس لانهُ فقط يتكلم بشكل حماسي، لا، فهو كان بامكانه ان يلقي بعض الكلمات في غرف الملابس بكل هدوء تجاه اي لاعب: "لقد قدمتم صفراً من الاداء اليوم، زلاتان لقد كنت مجرد صفر، لم تفعل اي شيء علي الاطلاق"، في تلك الوضعيات كنت ارد عليه، كنت ادافع عن نفسي، ليس لانني متخوف منه، او لانني ابالغ في احترامه، لكن لانني كنت اعرف انهُ علي حق، فانا لم افعل شيئا، ومورينيو لم يقصد ما فعلته امس او ما قبله، كان يقصد الحاضر، لهذا كان يقول بعد ذلك: "الان اخرج الي الملعب والعب كره القدم".
اتذكر مباراه اتلانتا في الدوري الايطالي، كانت في اليوم الذي يسبق استلامي لجائزه افضل لاعب اجنبي وافضل لاعب عموما في الدوري الايطالي لتلك السنه، تاخرنا في الشوط الاول بهدفين من دون مُقابل، جاء لي خوسيه مورينيو بين الشوطين وقال :
- " غدا سوف يتم تتويجك" ليبدا في الضحك بعدها!
- رددت عليه ضاحكا "نعم".
- "هل تعلم ما الذي يجب عليك فعله عندما تستلم تلك الجائزه؟".
- "يجب ان تخجل من نفسك، يجب ان تعلم انك لم تنجز اي شيء، لا يمكنك ان تستلم الجائزه وانت لا قيمه لك بهذا الشكل، يجب ان تقوم بمنح تلك الجائزه لامك، او اي شخص يستحقها اكثر منك".
قال ذلك وحينها كان لدي ذلك الاحساس: حسنا، سوف اريك انني استحق تلك الجائزه، فقط انتظر حتي يحين الشوط الثاني، لا يهم هل كان يتحسس طعم الدم في فمه، لكنني سوف اظهر له من انا، سوف اخرج الي الملعب لكي اسيطر من جديد علي الاجواء، تلك الامور كانت تحدث طوال الوقت مع مورينيو، كان يقوم بتعظيمي، ومن ثم يقوم بـ تحطيمي بعد ذلك، كان يتلاعب بلاعبي فريقه بشكل لا يجيد فعله الا هو، والشيء الوحيد الذي كان يضايقني في تصرفاته : تعابير وجهه اثناء المباريات، مهما تفعل في الملعب من تسجيل اهداف او لقطات خارقه، يبقي وجه مورينيو هادئا بدون اي تغيير، لم يكن يظهر اي اشارات او تعابير، وكانهُ لم يحدث اي شيء، بالرغم من ذلك، كنت رائعا معه، كما لم اكن من قبل، فعلت العديد من الاشياء الاستثنائيه، لكن مورينيو كان يقابلها بهدوء غريب.
اتذكر علي سبيل المثال مباراتنا ضد بولونيا، في الدقيقه 24 من اللقاء، وقام ادريانو بالمراوغه في زاويه الملعب، ومن ثم ارسل كره عرضيه، كانت منخفضه لكي اضربها براسي، ومرتفعه لكي اسددها، لهذا تقدمت بخطوه علي المدافع وقمت بضربها بكعب قدمي اليمني، دخلت الشباك! كان هدفا رائعا تم اختياره لاحقا افضل اهداف السنه، الجماهير كان مجنونه بالهدف وتصرخ بصوت عال، الملعب كلهُ كان يحتفل حتي موراتي في المنصه العليا، لكن فقط مورينيو كان واقفا امام الدكه ويداه منسدلتان علي بذلته، مع اسوا وجه صخري بالامكان ان تراه: ما الامر مع هذا الرجل بحق الجحيم ؟ استغربت اكثر من الامر، اذا لم يتفاعل مع هذا الهدف، متي سوف يظهر اي رد فعل؟!.
تحدثت بالمناسبه مع روي فاريا عن هذا الامر، روي فاريا كان مساعد مورينيو ويدهُ اليمني، كان مع مورينيو ينتقل من ناد لاخر، وكانا يعرفان الكثير عن بعضهما، قلت له: "اريدك ان تشرح لي شيئا ما"، قال: "ماذا؟"، قلت له: "سجلت اهدافا في هذا الموسم، لا اعرف حتي كيف قمت بتسجيلها، مورينيو من الصعب انهُ سبق وقام برؤيه اهداف مثل التي سجلتها، رغم ذلك بقي ثابتا"، قال لي: "خذ الامر ببساطه، انهُ دائما من هذا النوع، لا يتفاعل مثل البقيه"، ربما ليس كذلك، فكرت، لكن لا مشكله، انا ذاهب الي الجحيم، لكي اتاكد من الحياه فيه، في النهايه سوف احاول بطريقه او باخري ان اجعل هذا الرجل يبتهج!
انا زلاتان(1)... غوارديولا اشتري فيراري واستعملها كـ "فيات"!
انا زلاتان(2)...عندما صرخت بوجه غوارديولا "انت تخاف من مورينيو"!
انا زلاتان (3).. سرقه الدراجات والطفوله القاسيه
انا زلاتان(4)..بدون الكره لكنت مجرماً..وعندما قررت تقليد محمد علي
انا زلاتان (5)...عندما صرخت "كلكم حمقي، وكره القدم حماقه"
انا زلاتان (6)... عندما تعلمت تقليد مهارات البرازيليين
انا زلاتان (7).. رحله الصعود للفريق الاول مع مالمو
انا زلاتان (8).. ما الذي حدث في هذه الحياه؟
انا زلاتان (9)... الدرجه الثانيه ونقطه التحوّل
انا زلاتان(10)...الهدف الذي اذهل اياكس لدفع 85 مليون كراون!
انا زلاتان(11).. مواصله التالق قبل الرحيل لاياكس
انا زلاتان(12).. البدايه مع السويد ومواصله رحله التمرد
انا زلاتان (13).. نهايه رحله مالمو ووداع بطريقه سيئه
انا زلاتان(14)..المراوغه التي ذهبت بمدافع ليفربول لشراء الهوت دوغ!
انا زلاتان (15)..عندما طردني كومان" اذهب الي بيتك"!
انا زلاتان (16).. عندما قذفني ميدو بالمقصات.. فصفعته!
انا زلاتان (17).. مهمّه هيلينا المستحيله!
 
Top