يستكمل "العربي الجديد" تقديم سلسله مقالات (عصير الكره) عن افضل وابرز ما كتب حول اسرار الساحره المستديره وعالم نجومها، وندخل سويا الي الكتاب الخاص بالنجم السويديزلاتان إبراهيموفيتش.
خلال فتره التحضير للموسم عندما كانت يدي مُصابه، وانخرطت مع المجموعه الجديده في النادي، هذا الامر لم يكن سهلا بالطبع بسبب اللغه، كنت اتسكع كثيرا مع اللاعبين الذين يتحدثون الانجليزيه، تييري هنري وماكسويل، لكن الامور سارت بشكل جيد مع البقيه ايضا، ميسي وانييستا وتشافي كلهم كانوا في غايه البساطه، اشخاصاً رائعين ومن السهل التعامل معهم، ليسوا من ذلك النوع الذي يدخل غرف الملابس: "ها انا هُنا، انا الاعظم والاجمل"، ليسوا كذلك ابدا، بالاضافه الي انهُ لم تكن هناك اي عروض ازياء في غرف الملابس كما يفعل العديد من اللاعبين في ايطاليا، ميسي والبقيه كانوا ياتون الي غرف الملابس ببدلات رياضيه، ولم يحاولوا ابدا جلب الانظار بتلك الطريقه، كذلك كان غوارديولا ايضا.
غوارديولا كان يبدو جيدا، فياتي لي بعد كل فتره تدريب ويتحدث معي، اراد بحق ان يدخلني الي اجواء الفريق، وفي الحقيقه، اجواء الفريق كانت خاصه، الاجواء كانت اشبه باجواء مدرسه، عرفت ذلك علي الفور، لقد كانت مثل اجواء نادي اياكس، لكن هُنا البرسا، الفريق الافضل في العالم، توقعت اسلوبا اكثر قسوه وعنفاً في النادي بصراحه، لكن كل شيء كان هادئا وجميلا، والمجموعه كانت متفقه تماما، لهذا احيانا كنتُ افكر: هؤلاء اللاعبون نجوم كبار جدا، رغم ذلك يتصرفون وكانهم طلاب مدرسه، قد يكون ذلك علي سبيل التعاطف، من يدري؟
كانوا جميعهم يقفون بخط واحد مع غوارديولا؛ فقد لعب في النادي وحقق معهُ 5 او 6 بطولات ليغا، كان قائد الفريق في عام 1997، وعندما وصلتُ الي النادي كان هو مدرب الفريق منذ سنتين، ولقد حقق معهم نجاحات كبيره، بالتاكيد كان مُدربا يستحق كل الاحترام، ومنذ البدايه حاولت ان اتبعه بطبيعه الحال، لم تكن هناك اشياء غير معتاده بالنسبه لي، فلقد قمت بتغيير الانديه التي لعبت لها عده مرات، ولم يسبق لي ان انطلقت منذ البدايه وتحدثت عن وجوب ترتيب بعض الامور، لا، فلقد كنت اشعر بالاجواء اولا، اعرف من هو القوي هُنا؟ من هو الضعيف؟ من هو الذي يقوم بالكلام المهم؟ وماهي نوعيه المجموعه؟ حينما اعرف كل ذلك، تصبح لدي تصورات مسبقه عن كل ما يمكنني فعله للفريق، لهذا مع برشلونه حاولت ان انخرط بهدوء وبسرعه.
الصحف الاسبانيه كتبت انني ذلك الولد السيئ، والذي يحتاج الي مساعده الاخرين. هذا الامر جعلني احاول اثبات العكس، وبالفعل، قمت بالعمل علي ذلك، وبدلا من ان اكون بشخصيتي المعروفه، اصبحت احاول ان اكون الطف شخص في العالم، وهذا تصرف غبي حقا مني، يجب الا تترك كلام الصحف يؤثر فيك، فهذا تصرف غير احترافي.
لم يسبق ان حدث هذا الامر لي، لكن رغم ذلك، لم تحدث امور شنيعه وعظيمه، فلقد كانت الامور تسير علي ما يرام، كنت اقول لنفسي: حسنا سوف ينتهي هذا الامر قريبا، ساعود لاكون كما كنت، ربما هي مجرد تخيلات وكوابيس، خاصه ان غوارديولا لم يكن وقحا معي حينها، اطلاقا، فلقد كان يؤمن بي، كان يري كميه الاهداف التي اسجلها، والقيمه التي اعنيها للفريق، لكن رغم ذلك، لم يختف ذلك الشعور: غوارديولا يفهمني بشكل مختلف عن البقيه؟" نحنُ هُنا نضع اقدامنا علي ارض الواقع".
كنت ذلك الشخص الذي لم يفهم هذا الامر، وفقا لما يقوله غوارديولا؟ لم افهم حقا وكنت احاول نسيان الامر، كنت اقول لنفسي: ركّز، وانسَ هذا الامر. لكن المشكله استمرت، وبدات اسال نفسي اكثر واكثر: "هل يجب علي الجميع ان يكونوا متساوين في هذا النادي؟" لم يكن الامر صحيا، لا يوجد احد يساوي الاخر، الناس قد يتظاهرون بذلك احيانا، لكن الاختلافات تظهر حتي من خلال العطاء والتضحيات التي يقدمها كل لاعب في الملعب، بالتاكيد، غوراديولا كان ناجحا، والنادي حقق معهُ الكثير، يجب علي ان اصفق له بسبب ذلك، فالفوز هو الفوز، لكن: بالنظر الي ما حدث، اعتقد ان ما فعلهُ غوراديولا كان لهُ ثمن في المقابل، الثمن كانت تلك الشخصيات العظيمه التي طُردت من الفريق، فلم يكن ابدا من سبيل الصدف ان غوراديولا كانت لديه مشاكل مع اشخاص، مثل رونالدينيو وديكو وايتو وهنري وانا، فنحن لسنا "اشخاصاً عاديين".
كُنا نشكل تهديدا لغوراديولا، لهذا خطط للتخلص منا، وانا اكرهُ مثل هذه التصرفات، فاذا لم تكن شخصا عاديا، لا اعتقد انهُ يجب عليك ان تغير من طبيعتك، فلا يُمكن لاحد ان يكون بالمواصفات الكامله. اللعـنه، لو كنت احاول ان تتم مساواتي باللاعبين السويديين في فريق مالمو، لما كنتُ اجلس هُنا اليوم، الاستماع الي بعض الامور، وتجاهل بعضها، كان دائما هو اساس نجاحي الحقيقي، هذا الامر لا ينطبق علي الجميع، لكنهُ فعلا ينطبق علي، وغوارديولا لم يعط هذا الامر اي اهتمام، كان يعتقد ان بامكانه ان يقوم بذلك من اجلي، ان يجعلني علي خط السواسيه مثلما يفعل ميسي وانييستا وتشافي، هؤلاء اللاعبون لا اقول ان هناك اي مشكله فيهم، ابدا، بل علي العكس، التواجد مع مثل هؤلاء اللاعبين في نفس الفريق كان امرا رائعا فاللاعبون الجيدون دائما ما يحفزوني لفعل الافضل، كنت انظر لهم كما انظر الي اي لاعب بموهبه عظيمه: هل يمكنني ان اتعلم منه شيئا، هل يمكنني ان ادفع نفسي لاقدم الافضل والاميز؟
لكن يجب ان تنظروا الي تاريخ هؤلاء اللاعبين وخلفيتهم: تشافي جاء الي البرسا بعمر 11 سنه، انييستا جاء بعمر 12 سنه، وميسي بعمر 13 سنه، لقد تم تشكيلهم من قبل النادي، لم يقوموا باي شيء غير تعلم طريقه النادي، وهذا بالتاكيد كان امرا جيدا لهم، هكذا كانت تسير الامور بالنسبه لهم، لكن ليس بالنسبه لي، لقد جئت من خارج النادي، قدمت ومعي شخصيتي التي كان يجب ان يوجد مكان لها، لكن لم يحدث ذلك في عالم غوارديولا الصغير.
الضغوطات كانت هائله علينا جميعا قبل الكلاسيكو في ملعب الكامب نو، كانت هناك احاديث كثيره عن المدرب التشيلي للريال حينها بيلغريني، وعن احتمال اقالته اذا لم يفز الريال في المباراه، كانت الاحاديث تتركز علي وعلي رونالدو، وعلي كاكا وميسي، غوارديولا وبيلغريني، تحدثوا عن مواجهات شخصيه، المدينه كانت تعج بالتوقعات، دخلت الي غرف الملابس قبل اللقاء عند مسرح الشركه الراعيه اودي، غوارديولا بدا اللقاء بهنري في المقدمه، مع ميسي علي اليمين وانييستا علي اليسار، المدرجات كانت مُظلمه، والملعب كان مضيئا، فلاشات الكاميرا كانت في كل مكان.